ذكرياتي مع الاوفياء .. الدكتور امير اسماعيل حقي




بقلم الدكتور : عبد القادر زينل 

.... بطل  بكل ما تعنيه الكلمة  
تربع على عرش بطولة المصارعة  13 عاما   !!
انجازاته عديدة .... وتواضعه سمة امتميزة ....
 من النادر جدا وفي ظل  امكانيات  تدريبية بسيطة وبنى تحية رياضية محدودة ان يظهر رياضي متعدد المواهب  يمارس اكثر من لعبة ويجيد اغلبها  ويتميز كبطل في احداها ... انه البطل امير اسماعيل حقي والذي يحلو للعديد من اصدقائه ومحبيه تسميته – اموري -  الذي نشأ في بيئة شعبية في منطقة الاعظمية  - السفينة - حيث مسكنه بالقرب من ضفاف نهر دجلة الخالد مصنع رواد السباحة  والمصارعة  والزورخانة التي مارسها على  رمال شاطئها (الثر)  ومعه  العديد من الشباب انذاك اللذين اصبحوا فيما بعد ابطال  العراق والعرب  انذاك  ومنهم ... رحومي جاسم  وحسن عبد الوهاب  وكمال عبدو وعبد الرزاق محمد صالح وقاسم السيد وكرمان سلمان وخلدون عبدي وجلال شاكر وخالد احمد وبهاء توفيق  ومهدي وحيد  وعدنان القيسي و صالح مهدي وغيرهم  . ان اكتشاف البطل اموري  كمصارع موهوب عاصر بعض مدربي المصارعة والزورخانة  المعروفين  من صاحبي الخبرة والدراية  منهم المرحوم البطل - مجيد  لولو – الذي اشرف في فترة ما على تدريب  بطلنا   اموري  ...  وبالمناسبة فالمرحوم - مجيد لولو- من الرواد اللذين قدموا الكثير للرياضة العراقية لعدة العاب منها   الزورخانة والمصارعة   واعتزازا بتاريخه  الرياضي الحافل  سوف نخصص له حلقة  ضمن حلقات   ( ذكرياتي مع الاوفياء ) التي تنشر على  صفحات هذه الجريدة .
  لم تتوقف موهبة رياضينا – اموري -  عند لعبة  المصارعة  وحسب  وانما شارك في  العاب اخرى وتميز بها  كالسباحة اضافة الى لعبة الفن النبيل وهي  الملاكمة  الذي حقق  فيها بطولة العراق   في وزن الثقيل عام  1961 وفي العاب القوى تميز في لعبتي   – رمي القرص والثقل – وكان احد ابطال المتوسطات ومنتخبات التربية في تلك الفعالية  وكان معه من الابطال المتميزين حاتم دواف بطل 100 و200م  ومصطفى الامام  بطل 400 م  وطاهر حمود بطل 800م  ... ومن  تاريخ الذكريات  لهذا البطل المتواضع  المتعدد المواهب والتي رواها لي المدرب الكروي المعروف والمربي المرحوم محمد حسون والذي اشرف على تدريب – اموري اسماعيل  - في متوسطة  النعمان التي  احتكرت لسنين طويلة بطولات  التربية في كرة القدم  كحارس مرمى  حيث كان  كما أكد لي المرحوم حسون انه كان يجد في – اموري – امكانية عالية  في حراسة المرمى لما يمتلكه من مواصفات بدنية وجسمانية  وكان باستطاعته ان يكون ضمن احدى المنتخبات  كحارس مرمى لو استمر , ولكن عشقه للمصارعة الذ تسيد اكثر بطولاتها  لسنوات طويلة  ابعدته عن ممارسة كرة القدم ! ونحن بصدد التطرق للمرحوم  محمد حسون  لا بد ومن الوفاء ان نتطرق لهذا المربي الذي نفتخر ونعتز  انه اشرف على تدريبنا ومعي العديد من الاخوة انور جسام وسورين هايك  ومجبل فرطوس وغانم عبد الحميد واسماعيل عباس وفيصل صالح  واشود همبرسوم وسمير ناشىء والمرحومين بشار رشيد وفخري ناجي في منتخبات تربية الرصافة ومنتخب العراق المدرسي المشارك في البطولة العربية المدرسية التي جرت في دمشق منتصف الستينات وكان بحق مدرسة قائمة بحد ذاتها لنظرته الموضوعية وخبرته الطويلة وقد تعلمنا منه  ليس الامور  الفنية  وحسب وانما الجوانب الادارية والتربوية  والكثير الكثير!! وكان في نفس الوقت  من  (الكشافين ) النادرين للبحث عن اللاعبين ذو المواهب الكروية  دون كلل او ملل في سيارته – الكلاسيكية الخاصة - ؟ ومن الصدف التي اعتز بها هو عملي  معه في الاتحاد العراقي لكرة القدم عندما شغل منصب سكرتير الاتحاد بداية السبعينات ... تغمده الله برحمته  الواسعة .
طموح مشروع !
ان طموحه لنيل العلا كان كبيرا فتواصلة بطولاته العديدة  بالتزامن مع دراسته العليا في المانيا فكان له ما اراد وظفر بالابداعيين الاول  الابداع الفني كبطل متميز  احتكرلفترة طويلة بطولات العراق  بالمصارعة الحرة والرومانية بالوزن الثقيل  من عام 1954 لغاية 1967!!  اما على المستوى العربي  فقد حقق للعراق  انجاز كبير لحصوله على الوسام الذهبي  في  البطولة العربية الثانية  التي اقيمت في بيروت عام 1957 وفي بطولة العالم العسكرية  التي اقيمت في القاهرة عام 1963 حصل على الوسام الفضي ...
صدمة دورة  مكسيكو  الاولمبية  ؟
ان تربع بطلنا  اموري اسماعيل على منصات التتويج  في المصارعة لاكثر من خمسة عشرة عاما لم تكن بالامر السهل لاسيما وان العراق كان يزخرأنذاك  بابطال معروفين  حاولوا منافسته ولم يستطيعوا بسبب امكانياته الفنية وحرصه والتزامه العالي بالنهج التدريبي المطلوب واستمر في نهجه  التدريبي حتى  وهو يدرس  كطالب لنيل شهادة الدكتوراة في المانيا عام 1967 لتحقيق هدفه  وما كان يخطط له  للحصول على احد الاوسمة الاولمبية في دورة مكسيكو  الاولمبية  لاسيما وانه كان في قمة مستواه وان الجانب الالماني  سواء الجامعة او الاتحاد الالماني للمصارعة  الذي كان في مقدمة الدول الاوربية  باللعبة  قد وفروا له الاجواء التدريبية والمشاركات الودية مع ابطالهم لتاهيله والمساهمة في اعداده  للدروة المذكورة  خاصة بعدما  شاهدوا امكانياته الفنية والبدنية  الكبيرة ازداد اهتمامهم به وكان للامانة  محط تقديرهم واعتزازهم وهذا  ما لمسناه لاحقا  من تلك السمعة الطيبة  التي تحلى بها بطلنا - اموري – خلال  دراستنا  للدكتوراة في نفس المعهد الذي درس فيه ...  
 ان حلم حصوله  على احدى الاوسمة الاولمبية في دورة مكسيكو سيتي الاولمبية المزمع  اقامتها في المكسيك    الذي خطط له بكل عزيمة  واندفاع  ليرفع اسم  العراق  عاليا في ذلك المحفل العالمي الكبير لم يتحقق لاعتذار العراق عن المشاركة في تلك الدورة بسبب الاحتدام العربي الاسرائيلي  وقد سببت له صدمة كبيرة ؟  
اعتزال اللعبة ..
 بعد الدورة الاولمبية عام 1968 ونتيجة الصدمة التي اصابته  بسبب عدم مشاركة العراق بتلك الدورة  الاولمبية قرر اعتزال اللعب واتجه للتحكيم حيث سعى  للمشاركة باول دورة تحكيمية دولية اقيمت في – برلين – وحصل  فيها على حكم دولي بامتياز وقد تم اختياره بعد حصوله  على تلك الشهادة  لتحكيم عدة بطولات  عربية وقارية ودولية .
نيل شهادة الدكتوراة  ...
 اما الابداع الثاني وهو الحصول على شهادة الدكتوراة عام 1972 من المعهد العالي للتربية البدنية في المانيا – مدينة لايبزك - وهذا ما  ميزه عن اقرانه من الرياضيين  اللذين توقف قطار طموحاتهم في محطة المنصات التتويجية الرياضية ثم تواروا عن الانظار رغم ما حققوه من انجازات  كبيرة تستحق التقدير  والذكر الطيب .
المواقع الرياضية التي عمل فيها ...
من الامور التي تدعوا  للاعتزاز بمثل هؤلاء الابطال هو سعيهم وحرصهم  للحصول على المستجدات العلمية من خلال الدراسات العلمية او مؤتمراتها للمساهمة في افاق التطور في شتى المجالات لينال ما يصبو اليه لينعكس ايجابا على البلد في المحافل الرياضية  العديدة وهذا ماتحقق للدكتور اموري خلال مسيرته الرياضية المشرفة عندما ساهم في  العديد من الانشطة والمواقع  فعلى المستوى المحلي مدير عام في وزارة الشباب وعميد كلية التربية الرياضية ونائب اول لرئيس اللجنة الاولمبية  ورئيس تحرير جريدة  الرياضي وعلى المستوى العربي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للالعاب الرياضية ورئيس الاتحاد العربي للمصارعة وعلى المستوى الاسيوي رئيس للبعثة الرياضية  المشاركة بدورة الالعاب الاسيوية التي جرت في طهران عام 1974 ثم  انتخب  رئيسا للاتحاد الاسيوي بالمصارعة ,وعام 1978 ترأس البعثة الرياضية العراقية المشاركة في الدورة الاسيوية التي جرت في بانكوك عاصمة تايلند وعلى المستوى الدولي اصبح نائب رئيس الاتحاد الدولي للمصارعة  واختير عضو شرف في الاتحاد المصارعة العالمي مدى الحياة  لتاريخه  المشرف باللعبة ولما قدمه للمصارعة كبطل واتحادي ساهم في عملية النهوض مع خبرائها ....واخر الكلام  ..  البطل كلمة  لها قيمتها وينبغي ان تقال لمن يستحقها  لاخلاقه  وتواضعه واتسامه بالايثار قبل الانجاز . ؟

تعليقات