اذا اردنا ان نفتخر في تاريخنا الرياضي العريق في بلادنا التي نعتز بتربتها مهما ابعدتنا الظروف عنها , فما علينا الى ان نذكر بكل اعتزاز وفخرلمن ساهموا من الابطال في رفع الشان الرياضي العراقي على كافة المستويات مضحين ومتفانين لخدمة المفاهيم الرياضية النبيلة ومن هؤلاء الرياضية المتميزة في اخلاصها وحرصها وحبها واندفاعها وتفانيها لمهنة الرياضة التي لم تمتهن غيرها ...... انها البطلة المعروفة ( باسمة بهنام باسيليوس ) ذات المواهب المتعددة والتي لم تقتصر انجازاتها على لعبة واحدة , فقد مارست الالعاب الجماعية كرة السلة والطائرة وحتى كرة القدم قبل اربعين عاما وكان ذلك في ملعب الكشافة عام 1971!! وعلى مستوى الالعاب الفردية فهي عداءة لن تقهر في– العاب القوى – فقد كانت بطلة الجامعة والعراق في فعاليات 100م و200م وموانع 4 *400م أضافة الى الطفر العريض والقفز العالي وقد حققت نتائج متقدمة ايضا في لعبتي المنضدة والريشة وهذه من الحالات الاستثنائية او القليلة ان يتمتع رياضي بامكانية عالية لاكثر من فعالية او لعبة , ومن حسن الصدف ان زارني في الدوحة قبل ايام بطل العراق السابق في العاب القوى الدكتور اثير صبري قادما من دبي حيث عمله الحالي وكنت قد بدأت الكتابة في مقالي هذا عن السيدة باسمة ووجدتها فرصة ان اتطرق معه عن بطلتنا لانه عاصرها لاعبا ومدربا والذي اكد لي انها حقا متعددة المواهب وكانت قمة بالالتزام في التدريب والاندفاع وكان سعيدا لمبادرتي في كتابة حلقاتي تلك( ذكرياتي مع الرياضيين الاوفياء ) التي اكتبها بكل اعتزازمنذ فترة على صفحات جريدة – المدى الغراء – والتي اعتذر فيها عن الانقطاع بالكتابة للفترة الماضية بسبب ظروف خاصة وسوف اعاود احياء تلك الحلقات وابدأها عن بطلتنا المتميزة - باسمة - لنستعيد من خلالها والبطلات السابقات ايمان نوري وسلمى الجبوري وايمان صبيح وايمان الرفيعي وتونس مكي وايمان عبد الامير وميساء تاريخ الرياضة النسوية في العراق ومنها تاسيس اول نادي نسوي في الخمسينات بأسم – نادي الفتاة العراقي – و الذي كان له دور كبير في رفد الحركة الرياضية النسوية وافاق نشرها وتطورها أضافة الى اهدافه الاجتماعية والتربوية والانسانية .
طموح مشروع ....لم يقتصرطموح البطلة - باسمة بهنام باسليوس - على ما حققته من انجازات في مختلف الالعاب الجماعية والفردية التي وتستحق ان نطلق عليها - ذات المواهب المتعددة - , فلن تتوقف في طموحها المشروع للاستفادة من خبرتها الميدانية كلاعبة منتخب العراق في لعبتي السلة والطائرة من 1969 لغاية 1979ومدربة نادي الاعظمية لكرة السلة للدرجة الاولى من عام 74 لغاية 79 ومنتخب العراق في العاب القوى للنساء عام 1985, حيث ان عزيمتها واصرارها للمساهمة في الجانب الاكاديمي جعلها ان تحصل على شهادة الماجستير في التربية الرياضية من جامعة – بتسرك - الامريكية في اختصاص – البايوميك والتعلم الحركي – ولها مساهمات في العديد من الدراسات والبحوث منها دراسة واقع التربية الرياضية في جامعة المستنصرية والبحث الموسوم الرياضة والكشافة في مرحلة العشرينات وقد حصلت على لقب استاذ مساعد عام 1990.
من شجعها واكتشف موهبتها ودربها خلال مسيرتها الرياضية ؟
لقد اكتشف موهبتها وشجعها ودربها هو والدها الرياضي اللامع والمربي المرحوم (بهنام باسليوس ) الذي كان احد اساتذة التربية الرياضية في جامعة بغداد وكان نموذجا يحتذى به في الجانب التربوي والمعرفي .
لقاء بعد ثلاثة عقود ؟
حقا وكما يقال ان العالم صغير فقد تحقق مالم يكن في الحسبان هو اللقاء الاحبة والاعزاء من العائلة الرياضية العراقية بعد فترة طويلة من الغربة في بلد المهجر – امريكا – وتحديدا في (ديترويت ) حيث المنتدى الرياضي الذي اقامه النادي الكلداني هناك والذي دعوت له مع اخواني مؤيد البدري وهشام عطا هذا اللقاء الاخوي التاريخي الذي جمعنا مع السيدة الفاضلة والرياضية ذات المواهب المتعددة باسمة بهنام وزوجها الرياضي الخلوق الاستاذ عادل يوسف الحاصل ايضا على شهادة الماجستير من امريكا وكان احد لاعبي منتخب العراق سابقا بكرة السلة ومدربا للمنتخب الوطني النسوي بكرة السلة المشارك في الدورة العربية التي اقيمت في المغرب , وكنا سعداء جدا بهذا اللقاء معهم الذي لم يخلو من العواطف الجياشة لحد البكاء , لان العراقيين صادقين في مشاعرهم النبيلة ويتميزون بالعاطفة وقد امتزجت الفرحة وألام الغربة التي ابعدتنا وفرقتنا , ورغم صعوبة الموقف الا ان الشوق والذكريات الرياضية والاجتماعية القديمة اعادتنا الى الزمن الرياضي الجميل بعلاقاته الانسانية والاخوية التي كانت مبنية على اسس متينة من الود واحترام الكبيرليس في عمره وحسب وانما بمقامه وتاريخه والاهم سمة نكران الذات ؟؟؟
مهما كتبت عن الباسمة – باسمة بهنام باسليوس وتاريخها الرياضي المشرف فهو قليل لانها تستحق الاكثر ... وقد سعدت كثيرا عندما علمت مؤخرا بان هناك نية من تسمية احدى قاعات كلية التربية الرياضية بأسم البطلة باسمة وأامل ان تحققت هذه النية , لاننا وبمثل تلك المبادرات النبيلة نكون قد سرنا بالاتجاه الاخلاقي والتربوي الصحيح وابتعدنا عن الانانية لنعطي كل ذي حق حقه في العطاء ولا نسرق جهود المخلصين او نتغاظى عن من ساهم ببناء رياضة العراق تجسيداُ للقيم والمبادىء ولكي تتذكرك الاجيال بما قمت به من عمل نبيل , لاننا نعرف ومن تجارب الحياة ان التاريخ لايرحم وانه دوما مع الحق ...فما اعظم الحق حين ينطلق لعمل الخير والبناء لا الهدم .
الدكتور عبد القادر زينل
محاضر دولي
تعليقات
إرسال تعليق