دور القيادة الإدارية في تحقيق الانجاز الرياضي




ان الذي دعاني لكتابة هذا الموضوع , هو الاعتقاد السائد لدى البعض من المتابعين لشؤون الرياضة  بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص بان كل مايتحقق من نتائج ايجابية للفرق الرياضية سواء الاندية  او المنتخبات الوطنية  يقف  ورائها المدرب او الجهاز الفني فقط ... وهذا اجحاف كبير بحق الاجهزة الادارية وتجاهل دورهم المؤثر والكبير في المساهمة الفعلية في تحقيق النتائج الايجابية للوصول الى الانجاز الرياضي , لان العمل الاداري المبني على الاسس الصحيحة المطلوبة  لايقل دوره  بفارق كبير عن عمل الجهاز الفني   للصلة الوثيقة بينهما  من حيث التخطيط  والتنظيم والمهام التي يسعى اليها الفريق , وانهما  اي (الجهازين الفني والاداري) مترابطان في اوجه عديدة ولا يمكن في اية حال من الاحوال الفصل بينهما.
ان الدور الاستراتيجي للاججهزة  الادارية المخطط له جيدا يشكل حجر الزاوية لرسم المنهج والاعداد للمستحقات المستقبلية بناء على دراسات ومعطيات الواقع , فالتخطيط يتضمن فهم الموقف الواقعي والموضوعي لتحديد المعظلة بينما هو كائن وماينبغي ان يكون ثم طرح تصور مستقبلي لمدة زمنية معينة لما يقتضي عمله ومناقشته مع الجهاز الفني مع مراعاة التنفيذ والمتابعة اللذين يعدان من واجبات الجهاز الاداري الناجح.
تعد الاجهزة  الادارية في قطاع الرياضة هي المسئولة مع الجهاز الفني عن التخطيط الاستراتيجي لتحقيق الانجاز الذي يعتبر اعلى مرحلة في العطاء والمستوى الرياضي لبلوغ الهدف المطلوب , فهي كمخطط لقطاع الرياضة تضع الاهداف التي من شانها ان تنهض بالعملية الرياضية عموما من خلال التخطيط المتوازي الذي يراعي جميع الامكانات والقدرات المستقبلية المطلوبة لتحقيق الهدف المنشود.
ان الاجهزة الإدارية وهي تتبنى مثل هذا التخطيط الاستراتيجي تعتمد في ذلك على هيكل تنظيمي سواء على صعيد الاندية الرياضية او الاتحادات ام المؤسسات الرياضية كالجيش والشرطة , وايضا على الاطر الملائمة لتفعيل هذا النوع من التخطيط. تطور القيادة الادارية نظاما للتقييم على مراحل للوقوف على مستوى تطبيق هذا التخطيط بكل ايجابياته وسلبياته , وبهذا تستطيع النهوض على مستوى المنتخبات الوطنية او الفرق الرياضية الاخرى لذا ان انتقاء الهيكل التنظيمي للاجهزة الادارية والفنية ينبغي ان يكون وفق معايير الكفاءات التخصصية لكي توظف القدرات والامكانات  على نحو امثل ودقيق بعيدا عن المجاملات او العلاقات الشخصية او لسد الفراغ !! وعكس هذا فلا يتحقق التنفيذ الفعال لمراحل الخطة بمختلف مستوياتها , فالتنظيم  الجيد والتنسيق المبرمج بين الجهازين الاداري والفني قادرين على تحقيق الانجاز الرياضي الذي يعتبر اعلى مرحلة من مراحل التفوق ...وهذا يعني ان اي انجاز رياضي اذا ماتحقق فان للجهاز الاداري دوراُ مؤثرا وفاعلا  فيه وهنا تأتي الاهمية لمفهوم  الادارة والتنظيم في الجوانب التربوية والرياضية وافاق تطورها التي شهدت في السنوات الاخيرة اهتماماُ كبيرا  من خلال عقد المؤتمرات الاكاديمية  ونشر الدراسات والبحوث المتخصصة .

الدكتور- عبد القادر زينل
خبير رياضي

تعليقات